الهدف من هذا المقال هو التعرف على أسلوب إطار العمل المنطقي في تخطيط مشاريع المؤسسة من خلال الوقوف على مفهوم ونشأة الإطار المنطقي (le cadre logique )وتحديد خصائصه ونموذج لتطبيقه.
1.تعريف الإطار المنطقي:
يعرف الإطار المنطقي بأنه أداة التحليل المنطقي والتفكير المنظم من أجل تخطيط المشاريع وإنشاء التسلسل الهرمي المنطقي من الأهداف والوسائل، التي سيتم من خلالها تحقيق الأهداف، وتحديد النتائج المنتظرة وتحديد ماهية المخرجات ورصدها وتقييمها من خلال مؤشرات محددة سلفا. فمصفوفة الإطار المنطقي عبارة عن ملخص للمشروع في شكل موحد، ورصد للمشاريع واستعراض لها أثناء التنفيذ.
تعاريف النموذج (الإطار) المنطقي: يوجد العديد من التعريفات للإطار أو النموذج المنطقي، من أبرزها : <تمثيل تخطيطي مبسط للتسلسل المنطقي والعلاقات السببية بين النتائج والتغييرات التي يرغب البرنامج إنجازها والأنشطة التي يتم التخطيط لعملها والمصادر التي يجب أن تمتلكها إدارة البرنامج> .
<طريقة منظمة وبصرية لتقديم وعرض الآلية التي توضح فهمنا للعلاقات بين الموارد المتوافرة لتشغيل البرنامج وتنفيذه، والأنشطة التي تم التخطيط لعملها، والتغييرات والنتائج التي يتوخى البرنامج إنجازها.>
<نموذج مبسط يعكس تصورنا لكيفية مساهمة الأنشطة في سلسلة المخرجات المطلوبة وفي النتائج النهائية؛ الأمر الذي يساعد في عملية التخطيط والتنفيذ وفي المتابعة والتقييم (للمشروع، أو البرنامج، أو الاستراتيجية.>
2.مكونات النموذج المنطقي :
تتألف معظم أنواع الأطر المنطقية من المكونات التالية:
–المصادر/ الموارد/ المدخلات : ويقصد بها الموارد البشرية، المالية، المؤسسية،الموارد المجتمعية، التي نحتاج لتوظيفها واستثمارها في البرنامج، كي يكون قادرا على إنجاز الأنشطة المخطط لها وتحقيق أهداف البرنامج.
–الأنشطة : وهي عبارة عن مختلف الفعاليات والعمليات والإجراءات والجهود القصدية التي يتم بذلها باستخدام الموارد المتوافرة؛ لإحداث التغييرات المطلوبة وتحقيق أهداف البرنامج.
–المخرجات : وتشير إلى المعطيات التي ترتبط مباشرة بأنشطة البرنامج، والتي تبرهن بدورها على تنفيذ البرنامج، ويتم قياسها عادة عن طريق وحدات كمية تتصل بطبيعة النشاط الذي تم تنفيذه،
مثل : عدد الصفوف التعليمية التي تم تعريضها لبرنامج معين؛ عدد الاجتماعات التي تم عقدها؛ عدد الكتيبات التي تم توزيعها؛ عدد الإعلانات التي تم نشرها في التلفاز أو الصحف؛ عدد الأشخاص الذين استفادوا من البرنامج؛ عدد الذين حضروا الاجتماعات؛ عدد الذين تسلموا النشرات والمواد المكتوبة…الخ
–النتائج : وتشير إلى التغيرات المحددة التي نجمت عن تطبيق البرنامج على المدى القصير والمتوسط والبعيد في معارف المشاركين في البرنامج وسلوكهم ومهاراتهم وأوضاعهم، على سبيل المثال : التغيرات في المعرفة والإدراك، أو السلوك، أو الشعور أو الحالة.
وفي الغالب، فإن البرنامج يبرز سلسلة النتائج بحيث تكون مترابطة معا ضمن تسلسل منطقي عبر الزمن، بحيث أن النتائج قصيرة الأمد تقود إلى النتائج متوسطة المدى، والتي تقود بدورها إلى النتائج طويلة الأمد.
–الآثار بعيدة المدى : وتشير إلى التغيرات المخطط وغير المخطط لها، التي تظهر على المستوى المؤسسي والمجتمعي كنتيجة لتطبيق البرنامج بعد سنوات عديدة.
-الافتراضات والقيم والمعتقدات الضمنية التي تؤثر على تصميم البرنامج وتنفيذه.
3. أنواع النموذج المنطقي:
النموذج المنطقي البسيط: يصف المدخلات، العمليات، النتائج قصيرة المدى وطويلة المدى.
النموذج المنطقي المعقد: يتضمن سلسلة من المخرجات ومجموعة من المسارات السببية، وعناصر من التغذية الراجعة، وتأثيرات العوامل الأخرى والسياق، والنتائج غير المخطط لها.
1.3 نشأة الإطار المنطقي:
تم تطوير ما يسمى بالإطار المنطقي عام 1969لصالح الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية USAIDوأصبح الإطار المنطقي بعد ذلك مستعمل من طرف كل وكالات ومؤسسات التنمية العالمية لبلورة ورصد وتقييم مشاريع التنمية. وأضحى المرجعية الرئيسية في معظم مهام وأعمال البنك الدولي والأداة المعيارية المطلوبة لإعداد المشاريع الخاصة بالبنك.
ومن تم يتضح أن أسلوب الإطار المنطقي نشأ في المجال الاقتصادي؛ وخاصة في مجال التنمية، إذ إن جل الهيئات المانحة اشترطت استخدام هذا الأسلوب لتخطيط المشاريع التي تمولها وتنفذها.بمرور الوقت أصبح أداة إلزامية للاستفادة من تمويلات مشاريع التنمية،
فالجهات المانحة والشركاء من دول الجنوب والمنظمات غير الحكومية يجب أن تقدم المشاريع على شكل إطار منطقي يبرز الهدف النهائي والأهداف الخاصة أو المرحلية ثم وسائل وشروط الإنجاز ومؤشرات تحقيق النتائج المنتظرة من المشروع، هكذا أصبح الإطار المنطقي أحد الأساليب الرئيسية للثقافة المهنية العالمية لوكالات ومؤسسات التنمية.
وقد تم نقل أسلوب الإطار المنطقي إلى الحقل التربوي وتبنيه كوسيلة ناجعة لتخطيط المشاريع التربوية.
نموذج مصفوفة الإطار المنطقي لمشروع المؤسسة:
تتكون مصفوفة الإطار المنطقي من أعمدة وأسطر والتي تلخص العناصر الرئيسية للمشروع. وقد اقترحت وثيقة صادرة عن مديرية الحياة المدرسية بتعاون تقني ياباني 1مصفوفة يمكن اعتماد مكوناتها لبناء إطار منطقي لمشروع المؤسسة :
وبما أن الأصل في التخطيط هو التحديد الدقيق للأهداف ووضوحها، نشير هنا إلى إمكانية إضافة أعمدة أخرى إلى المصفوفة أعلاه، خصوصا إذا تمت بلورة أهداف خاصة أو أهداف إجرائية لمزيد من التفصيل والتدقيق.