استكشف مقالًا شاملاً يلقي الضوء على مفهومي التعلم بالتناوب والتعلم المعكوس، وكيفية تطبيقهما في سياقات التعليم المختلفة. احصل على فهم عميق للفرق بين هاتين المنهجيتين التعليميتين وتأثيرهما على تجربة التعلم.
اكتشف الاستراتيجيات والأساليب التي يمكن اعتمادها لتحسين كفاءة التعلم وتحقيق النجاح التعليمي، وذلك من خلال هذا المقال المميز الذي يقدمه لكم موقعنا.
التعليم بالتناوب
التعليم بالتناوب أو التعليم التناوبي، هو صيغة من الصيغ المعتمدة في التعليم خاصة في حالة الطوارئ والأزمات، كما حدث في زمن كوفيد19؛ بحيث يتم تقسيم القسم الذي يتجاوز عدد تلامذته العشرين إلى فوجين، كل فوج يدرس نصف عدد أيام الأسبوع، يعني الفوج الأول يدرس أيام الاثنين والأربعاء والجمعة، في حين يدرس الفوج الثاني أيام الثلاثاء والخميس والسبت.
أما النصف الآخر أي التلاميذ الذين لن يحضروا إلى المدرسة فهم مطالبين بالتعلم الذاتي في منازلهم، هذا التعلم يختلف ً اختلافا كبيرا عن “التعلم عن بعد” حيث أن هؤلاء التلاميذ سيتابعون دراستهم بدون تدخل من أستاذهم الذي سيكون منشغلا بتلاميذ الفوج الحاضرين في القسم في ذلك الوقت.
وبناء عليه، فإن الغلاف الزمني للتعلم ينخفض إلى النصف بالنسبة للمتعلمين، أما بالنسبة للأستاذ فيتضاعف دون المساس بالغلاف الزمني الأسبوعي، وفي هذه الحالة وجب على المدرس أن يعيد النظر في كل أنواع التخطيط (المدى البعيد والمدى المتوسط والمدى القريب)، لأنه مطالب باختصار المضامين دون الإخلال بالبرنامج الدراسي، وذلك بالتركيز على التعلمات الأساس في الفصل الدراسي.
التعلم المعكوس
التعلم المقلوب أو المعكوس أو البيداغوجية المعكوسة، عبارة عن مقاربة بيداغوجية تقوم بقلب طبيعة أنشطة التعلم التي تتم في الفصل الدراسي أو في المنزل، مما يقود إلى تغيير الأدوار التقليدية للتعلم.
ويجعل الفصل الدراسي المعكوس المتعلمين و المتعلمات يراجعون دروسهم في منازلهم؛ حتى تكون الأنشطة التعليمية التعلمية في الفصول الدراسية واضحة وملموسة بالنسبة إليهم. و داخل الفصل سيقومو بإنجاز تمارين تطبيقية والاكتشافات المتعلقة بالموضوع؛ أي العمل على تعميق الفهم والاستيعاب وتعزيز التعلم.
ينطلق هذا النموذج التعليمي من أن الوقت الثمين المخصص للفصل الدراسي يجب استثماره بشكل أفضل لتعزيز التفاعل والعمل الجماعي. ومن هذا المنطلق، فإنه يتبنى مقاربة تربوية متكاملة تدمج العديد من البيداغوجيات، مثل البيداغوجية الفارقية وبيداغوجية الذكاءات المتعددة والتعلم بالاستكشاف والتعلم بطريقة المشروع والتعلم الذاتي.
خصائص التعلم المعكوس
تتجلى خصائص الفصل الدراسي المعتمد على التعلم المعكوس كالتالي:
- فصل منفتح على المستوى التنظيمي: يشمل تنظيم الشروط العامة مثل المكان والزمن .
- استخدام منهجية منفتحة: يشجع على الاستعداد للتعلم، مما يساهم في تقدم التلميذ .
- انفتاح على المضمون: يتضمن إعداد البرامج التعليمية على مستوى مفتوح يسمح بتنويع الطرق التعليمية .
- انفتاح اجتماعي: يتضمن تحديد الأهداف وتدبير الفصول والدروس ووضع مخططات تعليمية للمدى الطويل، وتحديد شروط العمل ووضع القواعد واللوائح .
- انفتاح شخصي: يتضمن بناء علاقات فعالة بين الأستاذ والتلاميذ، وبين التلاميذ أنفسهم .
مزايا البيداغوجية المقلوبة أو المعكوسة
أجمع العديد من الممارسين على توافر هذه البيداغوجية على مجموعة من المزا :
- تكسب المتعلمين كفايات مفيدة لمتابعة تعليمهم وتكوينهم مدى الحياة؛
- يغدو المتعلمون بفضل التمرس عليها، قادرين على العمل في فريق؛
- يتمكن المتعلمون من القدرة على شرح ما فهموه وتعلموه لغيرهم وتفسيره لهم؛
- يصبح المتعلمون قادرين على التعلم الذاتي باستخدام موارد معرفية مختلفة كالكتب أو الأنترنت أو أي شيء آخر؛
- تعود التلميذ والمدرس على السواء على العمل الفردي والاجتهاد؛
- إنها طريقة تسمح بتشغيل التلاميذ أكثر من أي طريقة تعليمية أخرى، فهي مناسبة للتعلم الذاتي؛
- إنها تخفف عبء العمل على المدرس، ولا تجعل منه العازف المنفرد في الفصل الدراسي، فهي تنقل مركز النشاط وفاعلية التعلم إلى التلميذ نفسه؛
- تحرر المدرس من العمل الروتيني اليومي في إعداد الدروس، وتقلل من أوراق التصحيح؛ لتجعله يبتكر أكثر ويبدع ويستقصي الموارد المعرفية التي يوجه إليها تلاميذه؛
- طريقة تجعل المدرس يهتم أكثر بالمتعلمين، ويفعل البيداغوجية الفارقية التي تعترف باختلاف المتعلمين وتعدد أساليبهم في التعلم، وفق قدراتهم واستعداداتهم العقلية (أوزي،،1999)
المبادئ الساسية للبيداغوجية المعكوسة
هذه الطريقة في التدريس تخضع للمبادئ التالية:
- تنظيم الوقت المخصص للعمل؛
- تحدد أهداف العمل اليومي؛
- تمارس أشغال تطبيقية؛
- توظف مشاريع تعليمية ـ تعلمية
حسب بيشيل المبادئ الأساسية التي تحكم هذه المقاربة، التعلم من خلال الاكتشاف، وحل المشكلات بالاعتماد الذاتي، والقيام بالأنشطة الموجهة.
أجرأة التعلم المعكوس
في الفصل المقلوب، هناك مرحلتان متتاليتان:
المرحلة الأولى، من خلالها يتعلم التلميذ درسه في المنزل وفق طرائق وأشكال مختلفة عبر:
- الكتاب المدرسي أو بالاعتماد على وثائق مختلفة؛
- عرض أشرطة الفيديو أو غيرها؛
- استخدام مختلف الأدوات الرقمية؛
- القيام بقراءات مقترحة من قبل المدرس.
المرحلة الثانية، يحاول خلالها التلميذ في الفصل أن يطبق المعارف المكتسبة في البيت بجهده؛ حيث ينجز أنشطة يقترحها المدرس. وفي هذا الوضع التعليمي، فإن الانتباه لم يعد مركزا على المدرس، وإنما على التلاميذ الذين يتفاعلون فيما بينهم، ويساعد بعضهم بعضا. ومن شأن ذلك؛ أن يجعل المدرس يركز اهتمامه على التلاميذ الذين يعانون بعض الصعوبات.
دور المدرس في التعلم المعكوس
في الفصل المقلوب، هناك مرحلتان متتاليتان:
المرحلة الأولى، من خلالها يتعلم التلميذ درسه في المنزل وفق طرائق وأشكال مختلفة عبر :
الكتاب المدرسي أو بالاعتماد على وثائق مختلفة؛
- عرض أشرطة الفيديو أو غيرها؛
- استخدام مختلف الأدوات الرقمية؛
- القيام بقراءات مقترحة من قبل المدرس
المرحلة الثانية، يحاول خلالها التلميذ في الفصل أن يطبق المعارف المكتسبة في البيت بجهده؛ حيث ينجز أنشطة يقترحها المدرس. وفي هذا الوضع التعليمي، فإن الانتباه لم يعد مركزا على المدرس، وإنما على التلاميذ الذين يتفاعلون فيما بينهم، ويساعد بعضهم بعضا. ومن شأن ذلك؛ أن يجعل المدرس يركز اهتمامه على التلاميذ الذين يعانون بعض الصعوبات.
الفرق بين بيداغوجية التعلم المعكوس والبيداغوجية التقليدية
الجدول التالي يوضح الفرق بين بيداغوجية الفصل المقلوب والبيداغوجية التقليدية:
البيداغوجية التقليدية | بيداغوجية التعلم المعكوس |
يقوم المدرس بشرح الحصة الدراسية في الفصول الدراسية | يتوصل التلاميذ بالدروس على شكل موارد على الأنترنت، تكون في الغالب أشرطة الفيديو يشاهدونها أو وثائق أخرى يطلعون عليها في المنزل. وبعد ذلك يقوموا بمناقشة هذه الدروس في الحصة الدراسية |
يقوم التلاميذ بتدوين ملاحظاتهم والمعلومات الصغيرة أثناء الحصة الدراسي | يقوم التلاميذ بتدوين الملاحظات والأسئلة لمناقشتها في الحصة الدراسية |
يقوم التلميذ بالإجابة على الأسئلة ومحاولة تطبيق النشاطات بمفرده عندما يذهب إلى البيت | يحضر التلميذ الحصة الدراسية على استعداد تام للإجابة على الأسئلة وتطبيق النشاطات مع التلاميذ الآخرين وبمساعدة المدرس وذلك لأنه فهم الدرس قبل بدء الحصة |